كلنا نعرف آن آدم في بعض الآحيان يحب الوحدة، وذلك لعدة أسباب منها :
كره آصدقاءه لشيئ سلبي نفذوه ضده، أو أنه لا يحب الصداع، وبذلك ينطوي
الى الزوايا التي تخفي النظر عن الآشخاص الآخرين، أو أن هناك أسباب لا
نعرفها نحن، ولكن الوحداني يعرف جيدا معنى ذلك، حتى و أنه يقارن ذلك
المكان بمنزله الذي يعيش فيه و يرتاح فيه.
ولعل أحسن الأمثلة في مجال هاته القضية ألا و أن عدد هائل من التلاميذ
تجدهم عند الزوايأ و يهربون الى الأماكن الخالية من زملائهم، حتى يتسنى
لهم اراحة آدمغتهم من الساعتين داخل الفصل و حديث التلاميذ، بالاضافة الى
آن في مجال العمل فهناك عديد من العمال لا يتخذون آصدقاء لهم وذلك من
أجل عدم هدر الوقت لديهم حتى لا يتم اقصائهم من العمل.
وكل واحد منا ان فكر قليلا، فانه يفكر ان الآصدقاء ممكن أن تآتي منهم يد
العون، وممكن أن يبقى سرك في آمان ان قلته لصديقك، وهاته الخاصية هي
العكس عند آدم الوحيد، بحيث أنه يفكر بسلبيات آدم، كإفشاء آسرارك وخداعك
في أشياء أخرى.
فان تعودت على الوحدانية (la solitude) فانه يصبح مرضا نفسيا لن
تستطيع التخلص منه الا بعد عدة علاجات، ربما هذا الكلام واضح، ويكفي ان
نترك المجال مفتوحا لأعضائنا المميزين لمناقشة هاته القضية، والتي
أصبحت من أخطر الآفات في هذا العصر.